الأحد، 12 سبتمبر 2010

نصيحة للشعب والمرشحين للرئاسة في مصر ( من الأرشيف )

بسم الله الرحمن الرحيم

الإثنين 10 رجب 1426

15 أغسطس 2005

الحركة السلفية من أجل الإصلاح ( حفص )

البيان الأول

نصيحة للشعب والمرشحين للرئاسة في مصر

في هذه الفترة القلقة من تاريخ الأمة ، في الوقت الذي يتأهب فيه المرشحون للرئاسة لخوض الانتخابات ، بالاستعداد لعرض برنامجهم وسياستهم الداخلية والخارجية التي سيطبقونها إذا ما اعتلى الواحد منهم سدة الحكم ، وفي الفترة التي ارتفعت فيه أعناق الشعب المصري كله ليستشرف مستقبله من خلال الانتخابات المقبلة ، وجب على ضمير المصري أن يقف وقفة حازمة صارمة ، سواء كان ذلك المصري حاكما أو محكوما أو مرشحا للحكم ، ما هو الشيء المفقود في معمعة الانتخابات ؟ ما هي الآصرة الغائبة في خضم هذا الضجيج الذي صرنا نسمع فيه كل صوت وكل اتجاه وكل فكرة ؟ أيها الشعب المصري العريق ، أيها المرشحون لاعتلاء سدة الرئاسة ، إن الشيء المفقود في انتخاباتكم، والآصرة الغائبة في حواراتكم ومنافساتكم إنما هو الإسلام !

نعم .. الإسلام الذي هو دين أغلبية الشعب المصري ، الإسلام الذي هو الدين الرسمي للدولة ، الإسلام الذي هو مصدر القوانين كما ينص الدستور ، الإسلام الذي هو رمز الحضارة التي ننتمي إليها ونفتخر بها ، الإسلام الذي هو عمق الزمان والمكان لدى الشعب المصري ، به عز وساد ، به علا وسما ، فحاز المجد والظفر والنصر .

يا شعب مصر ... هل تخيلتكم حياة بدون إسلام ؟ هل تصورتم رخاء بدون إسلام ؟ هل تتمنون مستقبلا بدون إسلام ؟

يا أيها المرشحون للرئاسة ... أين الإسلام في برامجكم ؟ أحاديثكم ؟ رؤاكم ؟ مشروعاتكم الحاضرة والمستقبلة ؟

إن الشريعة الإسلامية باتت جزءا من النسيج الذي يكون ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا ، ولا يمكن لهذا الشعب أن يحيا أي رخاء وتحت أي ظل غير الإسلام.

ولقد بات واضحا لكل ذي عينين أن مشكلات كثيرة تمر بها الأمة لم تستطع أي سياسة أن تعالجها ، ولم يستطع أن نظام غير الإسلام أن يصلح من شأنها ، وبات مطلب جعل الشريعة الإسلامية هي النافذة في هذا البلد وهذا الشعب مطلبا جماهيرا لا يمكن إغفاله ، ولكن قبل أن نتحدث عن المطلب الجماهيري ، فليذكر بعضنا بعضا بالأوامر الإلهية الربانية ، ما افترضه الله على كل مسلم من ضرورة التحاكم لشرعه ، والرجوع لمنهاجه وطريقه ، إن كتاب الله الذي أنزله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم والذي يذاع في إذاعة القرآن الكريم ونفتتح به برامج التلفاز لا يمكن أن يقتصر دوره على مجرد التلاوة ، وتدريسه وتعلم أحكامه دون أن تكون له الهيمنة والسلطة والنفوذ في حياتنا ، أولم يقل الله تعالى : ( وأن احكم بينهم بما أنزل الله ) ، أو لم يقل سبحانه : ( إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ) ، أليس هذا كلام الله إلينا معاشر المسلمين من كل جنس ، أو ليس هذا معتقدنا الذي نعتقده ونجاهر به ، أن كتاب الله وشرعه هو منهاج حياتنا ؟ فحتى متى يظل منهج الله منحىً في أرضه وملكه ، وحتى متى نرى مناهج البشر حاكمة على منهج الله الحكيم القوي العزيز ؟

إن هذا البيان الذي تبدأ به الحركة السلفية من أجل الإصلاح ( حفص ) تذكيرها للشعب المصري وللمرشحين للرئاسة كلمة حق لا نريد منها كرسيا ولا منصبا ولا سلطة ، بل نريد أن تكون الكلمة العليا للشرع الحنيف ، كما كان كذلك منذ مئات السنين .

من المشين لمصر ، أن تكون بلد الأزهر ، الذي يعلم الدنيا العلوم الشرعية ، ويرسل الدعاة إلى كل البقاع يدعون إلى الإسلام ، الذي تطبع فيه غالب الكتب الإسلامية ، الذي هو مهد العلماء ومحضنهم ، من المشين لمصر أن تكون كذلك بينما يهان الإسلام ويذل في أرضها ولا يهب له امرؤ ذو دين وإيمان .

إننا نرقب خيرا ، ونظن حسنا في كل المرشحين ، أن يرجعوا للإسلام سيادته ، وأن يعيدوا للشريعة هيبتها ، لا نعتبر هذا الأمر حكرا على مرشح دون مرشح ، بل واجب على كل مرشح أن يعلن هذا في برنامجه : تطبيق الشريعة الإسلامية ، إنه أمر إلهي قبل أن يكون مطلبا جماهيريا يجب أن تصغي له آذان المرشحين وتذعن له سياساتهم وبرامجهم .

أما الهواجس والمخاوف التي قد تصدر من البعض فلا محل لها في ظل عدل الإسلام ورحمته ، فالأقليات لها حقوق لا يمكن أن يعتدي عليها أحد ، ما داموا في ذمة الإسلام وعدالته ، وتفاصيل الأمور خاضعة للنظر إذا تمحض القصد في جعل السيادة للشريعة الإسلامية .

أما العلاقات مع الغرب ، وخاصة الدول العظمى التي تتوجس من تطبيق الشريعة في أي بلد من بلاد الإسلام فلا يجوز أن يكون لها أي تأثير على المرشحين ، فسلطان المرشحين ومكانتهم في قلوب الشعب منشؤه إخلاصهم في تطبيق مقاصد الشعب ومراداته ، وليس تطلب رضا الدول هو الذي سيحدد للشعب المصري رئيسه وقائده .

إن هذا الأمر إذ نؤكد عليه ونبدأ به في نصيحتنا للشعب والمرشحين للرئاسة فإنما هو لأهميته القصوى ، ولمكانته العليا في سلم أولويات المسلمين عامة ، وفي الحركة السلفية من أجل الإصلاح خاصة .

وبناء على ما سبق فإننا نطالب المرشحين أن يؤكدوا للشعب المصري عزمهم الأكيد على تطبيق الشريعة الإسلامية ، ونطالب الشعب المصري بكل طوائفه أن يمارس ضغوطه للمطالبة بذلك ، كما نحض كل الأحزاب السياسية والجماعات العاملة في الحقل السياسي والمؤثرة في الرأي العام أن تثير هذه القضية وأن تطالب بها في كل المحافل .

ونسأل الله تبارك وتعالى أن يوفق كل المسلمين لطاعة ربهم والرجوع لشرعه ودينه ، وأن يجعل لهم من أمرهم رشدا .

والحمد لله رب العالمين .

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

المتحدث الرسمي باسم الحركة السلفية من أجل الإصلاح (مصر)

بانكوك - تايلند


رقم الجوال: 006660031821


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق