الأحد، 12 سبتمبر 2010

البيان التأسيسي الأول ( من الأرشيف )

من أرشيف بيانات الحركة

البيان التأسيسي الأول

بسم الله الرحمن الرحيم

25 جمادى الثانية 1426 هـ

الأول من أغسطس 2005 م

الحركة السلفية من أجل الإصلاح ( حفص )

البيان التأسيسي

الحمد لله الذي مكّن للمتقين ، واستخلفهم في الأرض لينظر كيف يعملون ، والصلاة والسلام على النبي الكريم الهادي إلى صراط مستقيم وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، وبعد :

فمما لا يمكن إنكاره أن الحالة العامة في العالم الإسلامي تشهد المزيد من التدهور من ناحية الهوية الدينية الإسلامية مما أثر حضاريا وأخلاقيا على مجموع شعوب الأمة الإسلامية، كما تشهد الحالة العامة للأمة الكثير من التحديات التي تنال أصول العقيدة الإسلامية الصحيحة ، مع توجه حثيث نحو الانسلاخ من مقومات وصفات الأمة الإسلامية ومن أهمها المرجعية الدستورية الإسلامية ، والمؤسسات الإسلامية العاملة في المجتمع وفق تلك المرجعية .

ومما لا يمكن جحوده أن الحالة السياسية التي تشهدها كثير من بلاد العالم الإسلامي قد بلغت أوج الاحتقان والتفاعل بين مراكز القوى ، وبات النزاع والاختلاف والمواجهة مظهرا اعتياديا ، وخبرا تطالعنا به وسائل الإعلام في كل يوم ، ومع تصاعد حدة المواجهة بين الحضارات في عصرنا وما قارنها من أحداث أثرت في شئون العالم الإسلامي على كل الأصعدة باتت قضية الإصلاح هاجسا يؤرق كل غيور على الإسلام والمسلمين .

ومع اقتران الأزمات السياسية بأزمات اقتصادية طاحنة صاحبها الكثير من الآثار الاجتماعية ، ومع وجود كثير من النقاط السلبية التي زادت من حالة الاحتقان ، مثل قضايا تطبيق الشريعة والاحتلال والحريات والمعتقلين وحقوق الإنسان والإعلام وازدياد النفوذ الغربي وطغيان المطامع الإسرائيلية في المنطقة وغياب أو اضمحلال ملامح المشروع الحضاري الإسلامي من ذاكرة الأمة مما زاد من حالة الاحتقان والتفاعل بين القوى المتنافسة على الحكم ، وفي خلال هذا الاحتقان والتفاعل بين مراكز القوى الحكومية منها والمعارضة ، غاب صوت الناصح الأمين ، وبدت الأصوات العالية هي أصوات المؤيدين والمعارضين لهذا أو ذاك ، وغاب صوت الشرع الإسلامي المطهر أو خفت ، وتضاءلت مساحة الاهتمام بالمرجعية الشرعية الإسلامية كإطار لحل الخلاف بين المتنازعين .

ومن هذا المنطلق ارتأت مجموعة ممن يمثلون كافة شرائح الأمة ممن ينهجون المنهج السلفي في الإصلاح ضرورة وجود ذلك الصوت الإسلامي الناصح ، وأضحت لديهم قناعة كاملة بأهمية تحريك الأمة نحو المرجعية الإسلامية في عملية الإصلاح والتغيير مستلهمين منهج المصلحين في كل عصر ، وهو بعث أصول وأحكام الشريعة الإسلامية كما كانت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين لتكون أنموذج الشعوب والحكومات في امتطاء متن الحضارة ، لتستطيع كل الدول الإسلامية إعادة أمجاد الحضارة الإسلامية الغابرة ، وحتى أمتنا الإسلامية قائدة لحضارات العالم أجمع كما كانت .

وحتى يكون هذا الصوت الناصح أمينا بحق ، شفيقا بحق ، فإن هذا الصوت رأى ألا يشارك في العملية السياسية ، وألا يكون له أي مطامح أو أطماع في كرسي الحكم ، فبذلك يكون أي نصح أو توجيه أو إرشاد للأمة مبعثه أمران : الإحساس بالمسئولية الشرعية تجاه الأمة والمسلمين ، ثم الإحساس بضرورة الحركة من أجل الإصلاح، وبهذا تكون الحركة بعيدة عن أي اتهامات بالسعي وراء مصالح شخصية أو الانسياق وراء بواعث وأطماع خارجية .

ولما كانت هذه الحركة العاملة من أجل إعلاء كلمة الحق ذات مرجعية إسلامية واضحة ، وتعتمد المنهج السلفي المعتدل في الإصلاح والتغيير فقد تسمت هذه الطائفة المجتمعة على هذا المقصد بـ

الحركة السلفية من أجل الإصلاح ( حفص )

وأهداف هذه الحركة هي :

1- إيجاد صوت يعبر عن المنهج السلفي في الإصلاح والتغيير في المجتمع المسلم والمرتكز على الأصول العلمية الثلاثة ( التوحيد ، الاتباع ، والتزكية ) ، ليمثل دور الناصح والموجه والمرشد تجاه الأزمات التي تمر بها الأمة .

2- ترشيد الممارسة السياسية بكل فئاتها ومستوياتها لتتوافق مع الشرع المطهر ولتذكير الأمة بالثوابت التي يجب استحضارها في كل مشروع إصلاحي.

3- تكوين مرجعية قيادية للتيار السلفي حتى يستطيع استثمار فئاته في صالح الإسلام وتقديم النصح والتوجيه للكوادر السلفية العاملة في كل الأصعدة حتى لا تتعثر وسط الأزمة بين الأفكار المناهضة للإسلام .

وإذ تعلن الحركة السلفية من أجل الإصلاح ( حفص ) عن نفسها في هذه المرحلة فإنها تؤكد أنها حركة سلمية لا تنهج العنف وسيلة للتغيير أو الإصلاح ، وتتمسك بالصلاحيات التي تتيحها كل الأعراف والقوانين الدولية والتي لا تتعارض مع الإسلام ومن أهمها حق المسلم في التعبير عن رأيه ، وتعتبر الحركة نفسها كيانا مكمِّلا لأي عملية إصلاحية فيها صلاح الأمة الإسلامية وفقا لأساس المرجعية الإسلامية الثابت في ضمير كل مسلم ، والمؤكد في نصوص دساتير وقوانين الدول الإسلامية أجمع أن الشريعة الإسلامية هي مصدر القوانين وأصلها .

والحركة السلفية من أجل الإصلاح ( حفص ) في بيانها التأسيسي تناشد الأمة الإسلامية كله أن يمد يد العون لعملية الإصلاح والتغيير وفقا للمرجعية الإسلامية الصحيحة ، وتناشد كل الكوادر السلفية العاملة في أنحاء الأمة الإسلامية أن تتكاتف وتتعاون من أجل تحقيق أكبر قدر ممكن من الإصلاح والتغيير نحو الأفضل والأصح لمستقبل الأمة الإسلامية .

وليست الحركة السلفية من أجل الإصلاح ( حفص ) حركةً تنشد إصلاحا مرحليا أو مكانيا محدودا ، بل إنها حركة تتجاوز الزمان والمكان ، طموحها إصلاح الأمة الإسلامية بأسرها ، ولديها رصيد من أهل العلم والفكر والإصلاح مع نتاج وثمار اجتهاداتهم في اقتراح مشروع النهضة ما يؤهلها أن تكون حركة إصلاحية شاملة تستوعب جهود كل من ينتهج مبادئها ويرتضي ثوابتها .

وبهذا المناسبة فإن كل منسوبي الحركة يبتهلون إلى الله أن يجعل مناشط هذه الحركة لوجه الله تعالى خالصا لا رياء فيه ولا سمعة ، وأن يكلل جهود منسوبي هذه الحركة بالنجاح ، وأن يوفق الأمة الإسلامية بأسرها لتجاوز أزماتها بخطى واثقة وثوابت واضحة ومرجعية إسلامية راسخة ، وأن يجعل لأمتنا من أمرها رشدا .

والحمد لله رب العالمين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق