الأحد، 12 سبتمبر 2010

نصيحة لرجالات الأمة والإعلاميين والصحافة والمثقفين

بسم الله الرحمن الرحيم

الجمعة 21 رجب 1426

26 أغسطس 2005

1426/5

البيان الثاني للحركة السلفية من أجل الإصلاح

نَصِيْحَةٌ لِرِجَالاتِ الأُمَّةِ وَالإعْلامِيِّيْنَ وَالصَّحَافَة والمُثَقَّفِيْن

يقول الله تبارك وتعالى : وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ . آل عمران 104

ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (‏مَنْ رَأَى مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ وَذَلِكَ أَضْعَفُ الْإِيمَانِ ) رواه أبو داود .

لقد بات واضحا أن الأمة مَدْعُوّة بأجمعها لتقول كلمتها في المستقبل ، لتصدع بصوت الحق الذي تحمله في جوانحها ، هذه الأمة الرِّسَالية التي تحملتْ عِبْءَ الدعوة إلى الله تعالى ودينه القويم ، فصار منهج الحق مَعْلَما في ضميرها الجَمْعي لا تستطيع أن تنفك عنه .

ولو كان الصدع بالحق واجبا على كل إنسان ينتمي إلى الإنسانية فإنه سيصير أكثر وجوبا في حق رجالات الأمة وقادتها والممسكين بأَزِمَّتها ، فهؤلاء هم الذين نِيْطَ بهم أن يتكلموا إذا سكت الناس ، وأن يُبَيِّنُوا إذا تلبّست القضايا والخطوب ، ولو افترضنا أن أي أمة خلت من هذا الجزء الصادع بالحق فلنا أن نتصور كيف سيكون حال تلك الأمة وحال أبنائها .

وفي ظل الانتخابات الرئاسية التي دنا موعدها يَسْتَشْرِفُ الشَّعْبُ مَن يدلُّه على الصواب والحق ، يبحث وينادي على مَن يرشده إلى الطريق الآمنة وجَادَّة الهداية والخير، ولم يعد الأمر متروكا لرجالات الأمة ومن جعل الله في أيديهم أمانة الحل والعقد أن يَخْرَسُوا عن بيان الحق أو يَتَساكَتُوا بينهم أو يَجعلوا الحق أُلْعُوْبَةً بينهم ، أو يتغاضوا عنه أو عن جزء منه لأجل مكاسب انتخابية أو مصالح وقتية ، فكل ذلك قبل أن يكون خيانة للشعب ولأمانة المنزلة التي بَوَّأَهُم إياها الشعب فهو خيانة للحق نفسه وإضاعة لِمَعَالِمِه .

إن رجال الصحافة والإعلام والعلماء والأدباء والمثقفين وذوي التخصص في كل باب مَدْعُوُّوْنَ ( وبِحَزْمٍِ ) ليقولوا قولتهم ، ليؤدوا الأمانة التي في أعناقهم إذْ مَكَّنَ الله لهم في الأرض ، وآتاهم العلم ، وبسط لهم في الرزق ، وجعلهم مَحَلَّ نظر الناس ومَرْمَى اهتمامهم ومَحَطَّ طاعتهم ، فلئن سكتوا في هذا المضمار فمتى سيتكلمون ؟ ولئن حرفوا الحق في هذه النازلة فمتى ستعلوا منارة الحق ؟

لقد قال الله تعالى في كتابه الكريم : (الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ) الحج 41

أليست هذه هي الأمانة التي أوكلها الله إلى من مكن لهم في الأرض ، أوليس هذا القرآن هو الذين نتلوه صباح ومساء ، أوليس هذا الكتاب الذي نعتقد عصمته وأنه من عند الله ، وأنه لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ؟

نعم أيها القادة... نعم أيها العلماء ... نعم أيها الإعلاميون والصحافيون ... نعم أيها الأدباء والكتاب والمثقفون ... لم تعد لكم أي حجة أو معذرة في سكوتكم وصمتكم .

إن كل المشكلات التي تمر بها الأمة ، وكل الأزمات التي تحل بها لكم قسط من المسئولية تجاهها ، فأنتم بِطَانَةُ الحاكم ، وأنتم وِزَارَته الحقيقية ، بل أنتم ضمير الأمة النابض ، فلئن سكت الجزء النابض ، فأي حياة نرجوها من هذا الجسد ؟

خاطبوا الأمة ... حُضُّوا الناس على الحق والاعتصام به وبيانه للناس ، لتتذكروا الأمانة التي في عاتقكم ، لتتذكروا ما أخذه الله عليكم من مواثيق وعهود ، لتخبروا الناس بما يجب عليهم تجاه ربهم وخالقهم ، لتأمروا الناس بالصلاة والصدقة وفعل الخير ، لتنهوا الناس عن الكفر والفجور والعصيان ، لتصدعوا بالحق في أرجاء البلاد .

أنتم أمل الأمة فيا الحقيقة ... بل أنتم نقاوة الأمة على الحقيقة .. وفقكم الله لما يحبه ويرضاه .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق