الاثنين، 13 سبتمبر 2010

( حول فتنة المسلمين عن دينهم و إثنائهم عن نصرته )

بسم الله الرحمن الرحيم

التاريخ: ليلة الثلاثاء 5 شوال 1431 هـ

14 سبتمبر 2010 م

رقم البيان : 531

بل مكر الليل والنهار
( حول فتنة المسلمين عن دينهم و إثنائهم عن نصرته )
إدانة لمحاولات فتنة الأخت كاميليا شحاتة وغيرها عن دينهن.


الحمد لله الذي ثبّت قلوب عباده المُصطَفَين ، والصلاة والسلام على من جعله الله أنموذج الثابتين على الحق ، وبعد:

فقد تلقت الحركة السلفية من أجل الإصلاح (حفص) ببالغ القلق أنباءً تتحدث عن احتمال ظهور الأخت كاميليا شحاتة على شاشات التلفاز لتعلن تراجعها عن اعتناق دين الإسلام، وقد تناقلت بعض وكالات الأنباء هذا الخبر ولم يصدر في حقه تكذيب حتى الآن مما يبدو أن الهدف من نشر مثل هذا الخبر إما تثبيط الناشطين المطالبين بإطلاق سراح الأخت كاميليا من معتقل شنودة ، أو تهدئة الأجواء وتمهيدا لتلقي هذه الصدمة .

والواقع الذي تثبته الأدلة والقرائن والشواهد بما لا يدع مجالا للشك أن القوم منذ اختطفوا الأخت كاميليا شحاته وغيرها وهم يمكرون بهؤلاء المسلمات الجدد ويخططون مع شياطين الإنس والجن لفتنتهن عن دينهن، إنهم يواصلون الليل والنهار في سبيل إيجاد أي وسيلة لإثنائهن عن دينهن الذي ارتضينَه لأنفسهن ، وفي مثل هذا الموقف يحكي الله صولات صناديد الكفر في كل زمان ومكان حين يجتهدون في إثناء الناس عن الإيمان بربهم وإكراههم على الكفر به والجحود بآلائه ونعمه فقال عز من قائل: ** قَالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ فِي النَّارِ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَهَا حَتَّى إذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لِأُولَاهُمْ رَبَّنَا هَؤُلَاءِ أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِنَ النَّارِ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَكِنْ لَا تَعْلَمُونَ . وَقَالَتْ أُولَاهُمْ لِأُخْرَاهُمْ فَمَا كَانَ لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ } (الأعراف 38-39). وَقَالَ تَعَالَى : ** وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا نَصِيبًا مِنَ النَّارِ قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إنَّا كُلٌّ فِيهَا إنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبَادِ } (غافر 47-48). وَقَالَ تَعَالَى : ** وَلَوْ تَرَى إذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إلَى بَعْضٍ الْقَوْلَ يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْلَا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ . قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا أَنَحْنُ صَدَدْنَاكُمْ عَنِ الْهُدَى بَعْدَ إذْ جَاءَكُمْ بَلْ كُنْتُمْ مُجْرِمِينَ . وَقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إذْ تَأْمُرُونَنَا أَنْ نَكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَنْدَادًا وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ وَجَعَلْنَا الْأَغْلَالَ فِي أَعْنَاقِ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ يُجْزَوْنَ إلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } (سبأ31-33).

ومعنى قوله تعالى: ( بل مكر الليل والنهار إذ تأمروننا أن نكفر بالله ونجعل له أندادا.. ) أي مكركم وكيدكم في الليل والنهار وفي كل ساعات اليوم والليلة إذ تُعِدُّون العُدَّة وتجهزون الخطة لصرفنا عن الحق وردعنا عن القبول به والإذعان له.

وقد كان في الأمم السالفة مَن يُعذَّب ويُنشَّر بالمناشير لإثنائه عن دينه، وكان المسلمون الأوائل يُحبسون ويُعذبون في رمضاء مكة لينصرفوا عن دين محمد صلى الله عليه وسلم، ولكن ما كان فيهم من يَسقي المستضعفين حبوب الهلوسة ولا يسلط عليه جلسات الكهرباء ويهدده في عرضه أو بقتل ابنه أو نحو هذا من الخساسات التي صرنا نراها في عصرنا هذا، فلقد كان المشركون في الماضي أكثر مروءة وأطهر ذيلا من مشركي اليوم.

ولكم أن تتخيلوا أيها المسلمون والمسلمات كيف حفظت الأخ كاميليا أربعة أجزاء بعد أن مرت برحلة طويلة من البحث والقراءة والمناقشة لكثير من الشبهات المتعلقة بالنصرانية المحرفة وكيف أنها تجرأت واحتفلت بدخولها دين الإسلام في مدرستها (على خلاف المعتاد من المسلمين الجدد) وكانت تتلو أذكار الصباح والمساء بإتقان كما تتحدث عنها الأسرة التي استضافتها وكيف أنها كانت ترتدي النقاب والحجاب، ثم ينقلب كل هذا لتكون الأخ كاميليا شحاتة قد غلطت وأخطأت ولم تقدر الأمور قدرها وأنها تتراجع -عن اقتناع- إلى دين النصرانية المحرف !!! لعل هذا السيناريو الذي سيعرض علينا لو صحت الأنباء.

ومطلوب من المسلمين جميعا أن يُصدِّقوا أن الأخت كاميليا قد اقتنعت بدين النصرانية وأن ما حدث في الشهور الماضية ما هو إلا قصة سخيفة من صنع بعض المتطرفين والإرهابيين الذين تم تهديدهم بأن الحساب سيكون بعد هدوء العاصفة !!!

كم جلبوا لكاميليا من القساوسة والأطباء النفسانيين ؟ وكم أحضروا لها من الأقارب والكهول والشيوخ والعجزة ليرجوها أن تنثني عن فكرة تغيير دينها ودين آبائها ؟ كم مارسوا من الضغوط على الأخت كاميليا حتى الآن ؟ ما هو حجم التهديدات التي وجهوها للأخت كاميليا حتى اليوم؟ بل ما هي كمية الإغراءات التي عُرضت عليها إن هي رجعت إلى دين النصرانية المحرف؟ وفي نفس السياق : كم لجنة شكلتْ وكم اجتماع عقد وكم مجموعات عمل كُوِّنت وكم من الأوقات استغرق لتخطيط وتدبير وتنفيذ كل هذا ؟؟؟ وكل هذا لمه ؟ كل هذا المكر في الليل والنهار ، لأجل أن يثنوا امرأة أسلمتْ وارادتْ أن تُشهر إسلامها لترجع إلى دينها المحرف .

ولم يقف الأمر عند هذا الحد ، فكل الألسنة والأصوات التي صرخت مطالبة بحماية الأخت كاميليا شحاتة قطعت وأُلجمت ، وتم اعتقال بعض الناشطين والقادة الذين حركوا مظاهرات عفوية بريئة لمناصرة الأخ المستضعفة المسكينة كاميليا شحاتة .

لماذا يُعتقل مثل هؤلاء ؟ إنهم خرجوا ليطالبوا الدولة بتطبيق دستورها الذي وضعته والتزمت تطبيقه ، إنهم يطالبون الحكومة أن تمارس سلطتها وسيادتها على الأرض بالأخذ على يد عصابات الكنيسة التي تختطف المواطنين في وضح النهار في تحد سافر لسلطة الحكومة ! لماذا يُعتقلون ؟

إنه جزء من مكر الليل والنهار ، ومِنْ مَكْرِهِ ما فعلوه حين خدعوا منظمي مظاهرة مصطفى محمود ليغيروا مكانها لمسجد عمرو بن العاص فتمت إحاطة المظاهرة والسيطرة عليها بالكلية وتم اعتقال بعض قادتها بسهولة.

كم أنفقت أجهزة الشرطة والأمن من الأوقات لقمع تلك المظاهرات ومنعها واستغلالها في حين أنها لم تنفق عشر معشار هذا الوقت في حماية الأخت كاميليا شحاتة من عصابات المافيا الكنسية بقيادة رئيس العصابة شنودة.

إن الحركة السلفية من أجل الإصلاح (حفص) إذ تراقب هذا المشهد الكئيب في حياة المسلمين لتؤكد على موقفها من إدانة خطف الأخت كاميليا شحاتة وغيرها من المسلمات الجدد، وأن القضية لم تنحصر في الأخت كاميليا شحاتة ، بل هناك غيرها وسيكون هناك غيرها ، وهناك جريمة عصابات المافيا الكنسية التي أسست دولة أخرى داخل الدولة وصارت تحكم بأمر شنودة ضاربة عرض الحائط كل القوانين والأعراف والأخلاق الدينية المعتبرة .

كما تشدد الحركة على ضرورة تسليم الأخت كاميليا لجهة محايدة تعلن من خلالها عن موقفها، لأن هذه المسرحيات لن تختلف عن مسرحيات التوبة التي كانت تعقدها الدولة في أواسط التسعينيات للمعتقلين في السجون المصرية ولم تثمر عن أي نتيجة لأنها ناتجة عن ضغط وإرهاب وإكراه.

وإذْ تُبدي الحركة قلقها من مصير الأخت كاميليا شحاتة وغيرها من المسلمات الجدد اللواتي اختطفهن شنودة تحت مسمع ومرأى من سلطة الحكومة الهزيلة فإنها تحذر المسلمين من الانسياق وراء الحملات الإعلامية التي ستستغل حساسية الوضع لتشويه الوقائع وتحريف الحقائق، وتلفت انتباه الجميع إلى المؤامرة على الأخت كاميليا شحاتة وغيرها من المسلمات الجدد لم تكتمل فصولها بعد ، وأن هناك تنسيقا على مستويات عليا لإكمال الطبخة في منع الانتقال من أي دين لدين الإسلام بعد ذلك وأنه قد تصدر في ذلك قوانين ولوائح تشدد وتُصعِّب عملية إشهار الإسلام أو حتى تغيير الوثائق ، مما يستدعي يقظة من العاملين والناشطين في هذا المجال لإيجاد وسائل آمنة لدعوة غير المسلمين وإشهار إسلامهم بما يحفظ أمنهم وسلامتهم الشخصية .

ونسأل الله تعالى أن يحفظ على المسلمين دينهم وأن يستخدمهم في حفظه ويجعله عزا لهم في الدنيا والآخرة .



الأمين العام للحركة السلفية من أجل الإصلاح(حفص)

رضا أحمد صمدي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق