الاثنين، 8 نوفمبر 2010

حول الانتخابات النيابية المصرية 2010م ( البيان الأول )

بسم الله الرحمن الرحيم

الحركة السلفية من أجل الإصلاح ( حفص )

التاريخ: الإثنين 2 ذو الحجة 1431 هـ

8 نوفمبر 2010 م

رقم البيان 1931

حول الانتخابات النيابية المصرية 2010م

( البيان الأول )

الحمد لله الذي هدانا للإسلام وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، والصلاة والسلام على من جعله الله هاديا مهديا، وبعد:

ففي خلال أسابيع من الآن ستُعقد انتخابات نيابية في جمهورية مصر العربية هي من أهم الانتخابات التي ستُجرى خلال قرن منصرم، كون هذه الانتخابات تُعقد وسط ظروف سياسية واقتصادية معقدة تمر بها مصر ودول المنطقة والعالم كله، ولا شك أن الوضع الداخلي المضطرم، والمشكلة الفلسطينية التي تمارس فيها مصرُ دورا مذموما، إضافة إلى مشكلات المسلمين المختلفة التي تقف منها مصر موقف المتفرج يجعل المسلمين ينظرون إلى أي تغيير سياسي في مصر أنه أمل قد يؤدي إلى تغيير شيء ما في خارطة الأحداث، وهذه هي النظرة التحليلية التي تدور حولها الأخبار والبيانات والمواقف.

لكن الحركة السلفية من أجل الإصلاح (حفص) تنظر إلى أية انتخابات باعتبارها فرصة لكل أمة أن تراجع مواقفها مع ربها ودينها ومبادئها، والأمة الإسلامية أولى الأمم بأن تراجع دينها ومبادئها، والمسلمون في مصر أحرى وأجدر أن تكون هذه الانتخابات فرصة لهم جميعا ليراجعوا أنفسهم.

ليست المشكلات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية هي الهم المؤرق للحركة السلفية من أجل الإصلاح، فالحركة ترى أن كل تلك المشكلات ما هي إلا أعراض لمرض عضال، وهو البعد عن دين الله تعالى وتحييد شريعته الغراء من حياة الناس، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: فَوَاللَّهِ مَا الْفَقْرَ أَخْشَى عَلَيْكُمْ وَلَكِنِّي أَخْشَى أَنْ تُبْسَطَ عَلَيْكُمْ الدُّنْيَا كَمَا بُسِطَتْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ فَتَنَافَسُوهَا كَمَا تَنَافَسُوهَا وَتُهْلِكَكُمْ كَمَا أَهْلَكَتْهُمْ. رواه البخاري ومسلم.

وحتى هذه اللحظة لا نجد في مواقف السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية أية خطوة تجاه التصالح مع شريعة الإسلام، ويسري هذا التوصيف على كل الدول والحكومات الإسلامية، فيما يبدو أنها خصومة غير مبررة بالمرة بين المسلمين وبين شريعتهم الخالدة.

والحركة السلفية من أجل الإصلاح لَتُذَكِّر المسلمين في كل مشارق الأرض ومغاربها بدين الله وشريعته، وتخص كل بلد مقبل على أية انتخابات نيابية أو رئاسية أو غيرها أن يراجعوا أنفسهم ومواقفهم مع دين الله تعالى وشرعه، وتشدد في التذكير على من صدّروا أنفسهم لهذه الانتخابات ألا ينسوا شرع الله المُحيّد المُضَيّع، وأن يتوبوا إلى الله تعالى من ترك الحكم بشريعة الإسلام، وتذكِّرهم الحركة السلفية بحقوق الله تعالى وأهمها أن نعبده ولا نشرك به شيئا وألا نقدّم على شريعته وحكمه أي شرع أو حكم، وأن يعلم كل من تصدّر لهذه الانتخابات أنه مسئول أمام الله موقوف بين يديه عما فرض وضيع من حدود الله وأحكامه وشرائعه.

إن الانتخابات النيابية المقبلة تضع المصريين كلهم حكاما ومحكومين قادة وشعبا في المحكّ مرة أخرى، فليس انتسابنا للإسلام وليست أعمالنا الخيرة من صلاة وصيام وزكاة وحج وبناء للمساجد والمدارس الإسلامية بنافع لو كان في مقابل ذلك نهمل شرع الله ونحكم بخلافه ونرضى بأوامر ونواهي غيره سبحانه.

وليس يسع أي إنسان له صلة بهذه الانتخابات إلا أن يُري الله من نفسه خيرا، فكل الناخبين من التيار الإسلامي وغيره مطالبون بأن تكون هذه الانتخابات صفحة جديدة مع شريعة الله تعالى، وأن يضع كل من له علاقة بهذه الانتخابات نصب عينيه الهدف الأسمى من وراء كل هذه الأنشطة السياسية، وهو أن نسعى لإعادة الحياة الإسلامية في مجتمعاتنا، فليس هذا الفرض لازما في حق أناس بأعينهم، بل كل من انتسب للإسلام وادعى حبه ونصرته وجب عليه وجوبا عينيا أن ينصر دين الله وشرعه ، قال تعالى: (إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم) .

هذا وتذكر الحركة السلفية من أجل الإصلاح كل من سيخوض هذه الانتخابات أنه ما لم نجعل تحكيم شرع الله هدفا رئيسا لنا فإن أي حراك سياسي في هذا الاتجاه فإنما هو تأكيد على تحييد الشريعة وتنحيتها عن حياة المسلمين، ولا شك أن هذا جرم عظيم فظيع في جنب الله تعالى، فواجب على كل ناخب أن يدخل هذه الانتخابات بنية الإصلاح والدعوة لتحكيم شرع الله وإعلاء كلمته.

كما تذكر الحركة السلفية من أجل الإصلاح الشعب المصري كله وكل من له علاقة بالانتخابات القادمة بالمظالم الكثيرة العظيمة المتعلقة برقبة النظام الحاكم الحالي،والذي إن لم يتب ويرجع عنها ويعيد الحقوق إلى أهلها فإنه نظام يجب تغييره وتنحيته لعدم صلاحيته لحكم المسلمين.

ومن أهم تلك المظالم التي يجب أن يبادر أهل السياسية إلى التنويه بها وبأخطارها: مراجعة الدور المصري تجاه قضايا المسلمين وبالأخص القضية الفلسطينية، ومظالم الشعب المصري في تبديد ثرواته على حواشي ومحاسيب النظام الحاكم، وعدم العدالة في إيصال حقوقه من ثرواته، ومظالم المعتقلين وظروف الاعتقال والحبس والتحقيق والمبني على قانون الطوارئ الظالم الجائر، ومظالم المسلمين الجدد وخاصة من أُسر منهم في معتقلات الكنائس المصرية القبطية، ثم الحالة الاجتماعية المزرية والمتمثلة في انتشار الرشوة والمحسوبية والفحشاء والغلاء وانحراف أداء وسائل الإعلام، هذا غيض من فيض ما يجب على أهل السياسة تداركه.

كما تنبه الحركة السلفية من أجل الإصلاح أن مشروعية أي نظام مستندة إلى دين الإسلام، فأي نظام يتنكر للإسلام ويحارب أحكامه فلا يكون هذا النظام مشروعا، بل يكون نظاما طاغيا سلطويا يجب العمل على تحييد دوره واسترداد سلطاته وتخويلها لمن له الأهلية والقدرة على الإصلاح، وإذا لم يعمل النظام الحالي على تدارك الأخطاء القاتلة وعلى رأسها تنحية الشريعة فإنه سيظل نظاما وحشيا همجيا لا يستحق التأييد والنصرة والتجاوب مع مشروعاته وسياساته.

ثم نهيب بالشعب المصري كله (إن كان لا بد فاعلا) ألا يختار إلا نائبا يطالب بحقوق الإسلام والمسلمين، فإن انعدم هذا النائب في دائرتهم فلا يجوز أن يختاروا من يغلب على ظنهم أنه منحاز للفئة الباغية التي تريد للأمة أن تظل بعيدة عن شريعة الإسلام.

والحركة السلفية من أجل الإصلاح تطالب كل غيور على دين الله أن ينشر هذا البيان ويشيعه ويوصله للآلاف ممن تصدروا لعملية الانتخابات النيابية وأن يعمل كل مسلم على التذكير بهذه الحقوق العظيمة لله وللإسلام والمسلمين، وتناشد الحركة كل من له يد وقدرة وسلطة في توصيل هذا النداء لوسائل الإعلام المختلفة أن يفعل ذلك قياما بواجب نصرة الدين والنصح لخاصة المسلمين وعامتهم.

هذا ونسأل الله تعالى أن يوفق كل من يعمل لدين الله وأن يهديه سواء السبيل، إنه ولي ذلك والقادر عليه، ولا حول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم،وحسبنا الله ونعم الوكيل، نعم المولى ونعم النصير.

الأمين العام للحركة السلفية من أجل الإصلاح (حفص)

رضا أحمد صمدي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق