الأربعاء، 26 يناير 2011

بيان للحركة السلفية من أجل الإصلاح حول المشاركة في ثورة التغيير في مصر يوم 25 يناير

بسم الله الرحمن الرحيم
الحركة السلفية من أجل الإصلاح (حفص)



الثلاثاء 14 صفر 1432 هـ
18 يناير 2011 م
رقم البيان 2732


بيان للحركة السلفية من أجل الإصلاح حول المشاركة في

ثورة التغيير في مصر يوم 25 يناير



الحمد لله الذي لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، والصلاة والسلام على القائل: من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطيع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد:

فإن المظاهرات المزمع القيام بها يوم 25 من يناير 2011 م إذا كان يُراد منها الإنكار على النظام الحاكم آثامه وجرائمه في حق الشعب المصري والأمة الإسلامية خاصة فيما يتعلق بعدم تحكيم الشريعة والاستهانة بحقوق الإنسان ونهب المال العام ونحو ذلك فإنها مظاهرات ينبغي تأييدها والمشاركة فيها من منطلق الدور الرسالي الذي أناطه الله بهذه الأمة حيث قال تعالى: ( ولتكن منكم أمة يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ) وحيث قال أيضا سبحانه: (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر)، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم نَّ النَّاسَ إِذَا رَأَوْا الظَّالِمَ فَلَمْ يَأْخُذُوا عَلَى يَدَيْهِ أَوْشَكَ أَنْ يَعُمَّهُمْ اللَّهُ بِعِقَابٍ مِنْهُ رواه الترمذي.

وقد كانت هذه الأمة على مر تاريخها أنموذجا للأمة القويمة التي تدعو إلى الخير وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر فآتاها الله ثوابها في الدنيا قبل الآخرة وبوّأها مقعد صدق في العالمين، ولما تركت هذه الأمة هذا الواجب العظيم والمهمة الجسيمة تلقفتها أيدي الآثمين وجعلوها محل سخرية كل الشعوب في الأرض،ولن تبلغ الأمة ما بلغ الأولون إلا أن تأخذ بميثاقهم وتسلك طريقهم، فقد قال مالك بن أنس رحمه الله: لن يصلح آخر الأمة إلا بما صلح به أولها.

هذا ولا يضر هذه المظاهرات كون كثير من منظميها من العلمانيين فإن المنكر الذي نشترك معهم في إنكاره لا يقتضي إقرارهم على آثامهم أو أخطائهم الأخرى، فعموم الناس وخصوصهم يعلمون موقف الإسلاميين من العلمانية والليبرالية.

وفي شريعة الإسلام الغراء نظائر كثيرة في تجويز التعاون مع غير المؤمنين في الأمور المتفق عليها أو فيما فيه جلب مصلحة مشتركة أو دفع مفسدة مشتركة، بل إن في مشاركة هؤلاء نوع تواص بالحق وبالصبر وهو من أهم علامات أهل الإيمان المفلحين.

ولا يخفى على أحد من شعب مصر أن النظام الحالي قد وصل إلى مدى بعيد في الظلم والاعتداء، وقد شمل الاعتداء كل المقدسات الدينية، والمسلمات الاجتماعية ، ولا يجوز بحال لمن أدرك حجم المأساة أن يتعامى عنها وعن تقديم أي حل أو المشاركة فيه.

وأهل السنة والجماعة في كل عصر ومصر هم نقاوة المسلمين وهم أسوة الأمة وقدوتها، ثم قدوة أهل السنة نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم، وقد كان صاحب مروءة ونجدة وإغاثة للملهوف والأسير والفقير والمحتاج واليتيم والأرملة، وكل هؤلاء قد جردهم النظام من حقوقهم، بل إن الشعب كله على الحقيقة واحد من هؤلاء الملهوفين المظلومين الذين أصابتهم ظلامة النظام الحاكم في مصر.

هذا وإن الحركة السلفية من أجل الإصلاح قد استقرأت أقاويل أهل العلم وخاصة المنسوبين للمنهج السلفي فوجدت أن جمهورهم يجيز المظاهرات المنضبطة بالشرع، ويجيز الإنكار على الحاكم علنا، واختلافهم فيما وراء ذلك لا يضر، وما يحتاجه المسلمون في هذه الآونة قيادة صحيحة المنهج، قويمة الفكر والنظر، تحسن استثمار الفرصة في رفع البلاء ودرء المفسدة ورد الغائلة في المكان المناسب والزمان المناسب، وعليه فإن المظاهرات التي تقرر القيام بها في 25 من يناير 2011 م أمر ينبغي أن يساهم فيه السلفيون ويكون لهم دور في ضبط هذه المظاهرات لتكون على وفق شرع الله خالية من المآثم والمنكرات، وتكثيف وجود الملتزمين بشرع الله فيها عنصر فعال في منع وقوع المنكرات فيها.

ومهما يكن من شيء فإن المشاركة في أي تحرك أو نشاط يمكن للمرء فيه أن يعتزل الخطأ والمنكر ويقر الصواب والحق فيه، من باب تحقيق المصالح وتكميلها ودرء المفاسد وتقليلها، وجيل الصحوة الإسلامية قد بلغ مرحلة ناضجة في تقدير المفاسد والمصالح وينبغي أن يكون له دور في ممارسة هذا الانضباط والاعتماد عليه في اجتهاداته.

هذا وتؤكد الحركة السلفية من أجل الإصلاح على الشباب المصري عامة والسلفيين على وجه الخصوص أن المشاركة في مثل هذه الأنشطة يجب أن يكون خالصا لوجه الله الكريم ولرفع كلمته سبحانه وإعلاء راية دينه عز وجل دعاة لتحكيم شرعه وبسط سلطان الشريعة على كل الناس.

كما تناشد الحركة السلفية من أجل الإصلاح علماء الأمة ورجالاتها من أهل الحل والعقد أن يؤيدوا هذه المظاهرات ويشاركوا في الإنكار على النظام الحاكم في مصر برئاسة حسني مبارك وتنبيهه لمنكراته وآثامه التي يمارسه في حق الشعب المصري والأمة الإسلامية بأسرها.

هذا وستقوم الحركة السلفية من أجل الإصلاح ذكر المآخذ على النظام الحاكم ومطالبات الشعب المصري المسلم في بيان مستقل يأتي في حينه إن شاء الله.

والله المسئول أن يوفق كل المسلمين لنصرة دينه وإعلاء كلمته ورايته ، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

والحمد لله رب العالمين .

الأمين العام للحركة السلفية من أجل الإصلاح ( حفص)

رضا أحمد صمدي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق