السبت، 23 أبريل 2011

في تأييد ثورة الشعب السوري والحض على إسقاط نظام بشار الأسد

بسم الله الرحمن الرحيم
الحركة السلفية من أجل الإصلاح (حفص)

الأحد 20 جمادى الأولى 1432هـ الموافق 14إبريل 2011 م
رقم البيان 3932

في تأييد ثورة الشعب السوري والحض على إسقاط نظام بشار الأسد

الحمد لله الذي قوّى عباده بالإيمان به، وأعلى شأنهم بتكليفهم بطاعته ونصرة أوامره، والصلاة والسلام على من قاد البشرية إلى الإصلاح الأكمل، ونبههم إلى طريق الحق الأجمل، وعلى آله الطيبين وأصحابه الميامين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد:

فقد اطلع العالم أجمع على فظائع النظام السوري المتهاوي التي اقترفها في حق إخواننا المسلمين في سوريا حين هبوا وثاروا على الظلم والاستبداد والقهر، وشهدت البشرية كلها وسائل النظام النصيري الطائفي البغيض في كتم أنفاس شعب بأكمله يريد أن يقضي على الفساد والجور، فجرائم القتل المنظم في السر والعلن، وقمع المظاهرات بالوسائل الوحشية التي تؤدي إلى الموت أو العاهات المستديمة كاستعمال الرصاص الحي وقطع الأيدي والأرجل والاعتقال مع التعذيب وخطف الجرحى والمرضى والشهداء وغير ذلك من الأساليب التي لم يُعرف لها مثيل في العصر الحديث، كل ذلك بات ماثلا أمام المشهد العالمي والذي تكرر في كل ثورة يقوم بها شعب من الشعوب ضد طاغية ظالم يحكم شعبه بالحديد والنار وبقلب أقسى من الحجر.

وإزاء هذه الفظائع والجرائم التي حرمتها كل الديانات والشرائع والقوانين والأعراف فإن الحركة السلفية من أجل الإصلاح (حفص) تستنكر على الدول الإسلامية وقوفها ساكتة أمام هذه الجرائم المنظمة التي ترتكبها دولة بكامل مؤسساتها ضد شعب أعزل، ولا زال هذا الشعب يخرج في مظاهرات سلمية يطالب بالعدل والقضاء على الفساد ليحيى حياة شريفة حرة تليق بعراقته وحضارته التليدة.

كما تطالب الحركة السلفية من أجل الإصلاح كل قوى العدل والخير أن تهب لنصرة الشعب السوري الأعزل بكل طرائق النصرة، وأن تعمل كل المؤسسات المعنية بحقوق الإنسان على فضح جرائم النظام السوري الغاشم وتعريته أمام العالم.

هذا وتشد الحركة السلفية من أجل الإصلاح على يد الشعب السوري العظيم، وتوصيه بالإخلاص والصبر، واليقين في نصر الله تعالى ومجيء المدد، كما توصي الحركة السلفية كل القائمين على هذه الثورة المباركة والمنظمين لها على التواصي بالحق والتواصي بالصبر، والعمل على إعلاء كلمة الله بتحقيق العدل وقيم الخير الكاملة التي جاء بها الإسلام الحنيف، وتحذرهم من أن ينساقوا وراء الدعوات التي تريد أن تفرق بينهم بسبب الدين أو لنعرات أخرى جاهلية كالشعوبية والعرقية والطائفية، فإن ما هب له الشعب السوري مُمَجّد في كل ملة، وهو ردع الظالم والأخذ على يديه، ونصرة المظلوم وفك العاني وإعانة المحتاج.

كما تناشد الحركة السلفية من أجل الإصلاح أهل الخير والثراء والسعة أن يهبوا لدعم هذه الثورة ومدها بالغالي والرخيص وبكل أنواع العون والمساعدة، وأن يخصوا بها الشباب السوري الحر الأبي الذي ضحى بالمئات من الشهداء وبالآلاف من الجرحى لأجل أن يحيى بقية الشعب حياة حرة كريمة تحت ظلال الحق الذي جاء به الإسلام.

إن إسقاط النظام السوري برئاسة بشار الأسد غدا مطلبا ملحا ليس للشعب السوري فقط بل لكل الشعوب العربية والإسلامية التي باتت تشعر أن ثوراتها لن تكمل إلا بنجاح الثورة السورية ضد النظام العميل الفاسد، ففساد هذا النظام وأثره في قهر الشعب السوري وتحطيمه وتشويه شموخه وحضارته، ودوره في إفساد حركات المقاومة ضد الصلف الصهيوني ولعبه على الحبال حفاظا على مصالحه وهيمنته على ثروات المنطقة، كل ذلك يُملي على كل غيور في الشعب السوري أن يهب ليمارس الدور الذي مارسه آساد الشام وآبطاله على مر العصور، وليشارك الشعب السوري في سطر مجد آخر من الأمجاد التي تأثلها عن أجداده في هذا القطر العريق.

وفي نفس السياق تحذر الحركة السلفية الانحدار إلى تصديق دعاية النظام السوري لنفسه عبر وعوده الكاذبة وطرائقه الملتوية في خداع الشعب والتي مارسها لعشرات السنين وفقا لعقائد الطائفة المسيطرة على الحكم وهي النصيرية الباطنية التي لا تتورع عن التَّقِيَّة والخداع والنفاق لتحقق مآربها، وتاريخ هذه الطائفة ماثل يمكن القياس عليه والاعتبار به.

ومن قبيل هذا الخداع تحذير النظام السوري من أن يكون وراء الثورة أياد تنتمي للسلفيين والقاعدة تحركها وتنظم صفوفها، وهو نفس ما ردده نظام القذافي البائد، وكأن الحرية باتت ممنوعة على السلفيين ومن على شاكلتهم، وكأن القاعدة لا يحق لها أن تثور على الظلم والفساد الواضح في سوريا منذ عشرات السنين؟!

إن هذه الأساليب المهينة في تشويه صورة الثورات لتدل على الإفلاس الأدبي الذي وصلت إليه تلك الأنظمة، والذي نراه يتكرر في كل زمان ومكان حين يعجز الباطل عن مقارعة الحق فيعمد لتشويهه وتحريف معانيه وصورته.

وختاما نسأل الله تعالى أن يتغمد الشهداء في كل الثورات في تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا ممن قضوا في سبيل إعلاء راية الحق والدفاع عن أرواحهم وممتلكاتهم وأعراضهم برحمته وأن يدخلهم فسيح جناته وأن يجعلهم عظة وعبرة للأمة بأسرها ونموذجا للتضيحة والفداء، كما نسأله أن يشفي الجرحى والضحايا في كل تلك الثورات وأن يوفق من خلفهم على القيام بحقوق هذه الثورة ومبادئها ومقتضياتها وما قامت له، سائلين الله عز وجل أيضا أن يمن على كل المسلمين بالهداية والرشاد والتوفيق والسداد وإنه ولي ذلك والقادر عليه .

الأمين العام للحركة السلفية من أجل الإصلاح (حفص)

رضا أحمد صمدي

هناك تعليق واحد:

  1. أين أنت يا شيخ رضا....نريد الاطمئنان عليك و نعرف رأيك فيما يحدث

    ردحذف